**غـــــــــــــــ مكه ــــــــــــــــلا**
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

**غـــــــــــــــ مكه ــــــــــــــــلا**


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع لسلسله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعلم الحكيم
GENERAL MANAGER
GENERAL MANAGER
المعلم الحكيم


عدد الرسائل : 25
العمر : 36
الموقع : https://north.hooxs.com
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : دبمن سعيد بوجدكم
تاريخ التسجيل : 11/05/2008

بطاقة الشخصية
المنتديات العامة:

تابع لسلسله Empty
مُساهمةموضوع: تابع لسلسله   تابع لسلسله I_icon_minitimeالإثنين أبريل 20, 2009 6:38 am

ثانياً. حقبة الممالك المتحاربة – حقبة الـ Chin والـ Han (403 ق م – 220 م):

مع أفول شمس سلالة التشو بدأت مرحلة اضطرابات اجتماعية وسياسية عُرِفَت بحقبة الممالك المتحاربة. ولكن لغرابة الأمر، كانت هذه المرحلة مليئة بالإبداعات العقلية والفلسفية. فقد ظهر كونفوشيوس (شكل 5) ولاو تسه (شكل 4) والعديد من الحكماء الآخرين خلال تلك الفترة.

ألَّف لاو تسه الكتاب الشهير Tao Teh Ching ("كتاب الطريق والفضيلة") وعرف باسم "الحكيم القديم". من أقوال لاو تسه في التاو تِهْ تشينغ: "القساوة والصلابة هما طريق الموت، أما اللين والطراوة فهما طريق الحياة." أكد لاو تسه دائماً على وجود التحول المستمر في كل شيء، على أهمية الليونة والانسياق مع تغيرات الحياة، وعلى أن القساوة والتصلُّب في الفكر والمشاعر وحركات الجسم لا تتوافق مع مبادئ الحياة. فالشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التاو.

http://maaber.50megs.com/images2/qg04-lao-tse.jpg

شكل 4
شكل 4: لاو تسه

كذلك كونفوشيوس أدرك أهمية الحركات الانسيابية الناعمة. ففي كتابه المعروف بـحوليات الربيع والخريف يقول: "الماء المنساب لا يصاب بالركود، وحواف الباب المتحرك لا يطالها صدأ، وهذا بفضل الحركة. نفس المبادئ تنطبق على الإنسان. إذا لم يتحرك البدن، لا ينساب الجوهر، وعندما لا ينساب الجوهر، تركد الطاقة." يذكِّر هذا – لعمري – بقول النفَّري: "العلم المستقر هو الجهل المستقر."

http://maaber.50megs.com/images2/qg05-confucius.jpg


شكل 5: كونفوشيوس

في عام 221 ق م استطاعت مملكة التشِن الهجوم على الصين من الناحية الشمالية الشرقية وتوحيد الممالك ضمن إمبراطورية واحدة لأول مرة في تاريخ الصين (أتى الاسم الغربي للصين من اسم هذه الإمبراطورية: تشن). كان الإمبراطور المؤسس Chin Shi-huang شديد الاهتمام بالخيمياء كطريقة لإطالة الحياة، وقد أبقى على عدد كبير من الخيميائيين في قصره. ولكنه اتَّبع – لسوء الحظ – المدرسة الخارجية في الخيمياء التي تشبه مثيلتها في عصر الانحطاط عند العرب وفي أواخر العصور الوسطى في أوروبا في محاولتها الوصول للجوهر النفيس أو العقار الذهبي من معادن أقل قيمة ومن أعشاب سامة. وهذا يشبه، إلى حدٍّ ما، المنهج الغربي الحالي باستعمال المواد الكيماوية لمعالجة المرض. استمر هذا النهج إلى عصر سلالة الهَنْ. وفي الحقيقة، فقد توفي العديد من أمراء التشِن والهَنْ بسبب ابتلاعهم مركبات معدنية سامة، سواء كان ذلك من جراء فكرة مجنونة خطرت ببالهم أو دسيسة كادَ لهم بها غيرهم.

في نفس تلك الفترة ظهرت قلة من الخيميائيين العباقرة الذين أبقوا على تعاليم الإمبراطور الأصفر حية، ومنهم Lu Pu-wei الذي صنَّف كتابين هامين هما: كتاب لو في الربيع والخريف الذي يتناول الانسجام بين السماء والإنسانية، وخاصة تنظيم فعاليات الإنسان مع دورات الطبيعة، وكتاب طريقة تهذيب الحياة الذي يشمل معلومات قيِّمة عن التغذية المتوازنة والتنفس العميق، بالإضافة إلى تمارين الـ dao- yin واليوغا الجنسي.

في حقبة الهَنْ المتأخرة ظهر الطبيب Hua To الذي يعتبر من أشهر أعلام الطب الصيني التقليدي والخيمياء الداخلية؛ وهو مؤسس التمرين المعروف بـ"لعبة الوحوش الخمسة" Wu- chin-shi التي ما تزال تستعمل على نطاق واسع لمعالجة الأمراض، ومنها السرطان. كذلك ظهر العالم الشهير Wei Po-yang الذي ألف كتاباً هاماً في الخيمياء التاوية عنوانه اتحاد المعادلة الثلاثية، شرح فيه الخيمياء الداخلية للتنفس العميق ولتحول الطاقة ولليوغا الجنسي.

كشفت الحفريات الأثرية الحديثة في مقاطعة هونان عن عديد من الوثائق والملفات التي يعود بعضها إلى 2000 ق م والتي نجد فيها مخططات متعددة لنظام الطاقة داخل الإنسان وتمارين مختلفة للـ dao- yin والـ qi-gung والعديد من المخططات التشريحية الأخرى. وتوجد دلائل واضحة على أن المدرسة الداخلية في الخيمياء حلَّت محل المدرسة الخارجية منذ القرن الثاني الميلادي، بينما لم يقم العرب، ومن بعدهم الأوروبيون، بهذه القفزة إلا بعد 800-1400 سنة على الأقل على ما يبدو. وكان لهذا نتيجتان أساسيتان: أولهما أن إكسير الحياة الحقيقي هو إكسير الطاقة الداخلية اللامادي، والطريقة الوحيدة للحصول عليه هي الممارسة الشخصية المنهجية الصادقة، وليست عن طريق ابتلاع مركبات معدنية وسُمِّية خارجية؛ والنتيجة الثانية هي إتاحة هذه الفرصة من الصحة وطول العمر لكل الناس، وليس فقط لطبقة معينة من الأثرياء والحكام.

ثالثاً. الممالك الثلاثة والسلالات الشمالية والجنوبية (200 – 580 م)

مع انحلال مملكة الهَنْ، ظهرت فترة أخرى من الاضطرابات السياسية، لكنها شجعت على التطور في أمور أخرى. ظهر آنذاك كتاب هام عُرِف بـكلاسيات البلاط الأصفر Huang Ting Ching الذي ركَّز من جديد على نظرية الإكسير الداخلي، واعتبر الدماغ والضفيرة الشمسية والقسم السفلي من البطن مراكز تحويل الطاقة الأساسية. ظهر في القرن الرابع الميلادي فيلسوف وطبيب وممارس للتشي كونغ يدعى Ko Hung ألف كتاب ذاك الذي عانق العقبة الكأداء الذي طُرِح من خلاله (لأول مرة) التمييز بين مفهومي طول العمر البدني والأبدية الروحية اللذين ظلا ملتبسين لفترة طويلة، مما جعل بعض الممارسين يعتقدون أن خلود البدن أمر ممكن. أوضح Ko Hung أنه بالممارسة المنهجية يمكن تخفيف المرض وإطالة الحياة، ولكن الهدف في النهاية يجب ألا يكون الخلود الجسماني، بل الأبدية الروحية التي لا يمكن أن تتم إلا بالانعتاق من البدن. إلا أنه يمكن للإنسان أن يحاول الوصول إلى الهدفين معاً لأن العنصر المشترك في كليهما هو الطاقة. لذا يمكن للإنسان، عبر تطوير التعامل مع الطاقة الداخلية، أن يعيش حياة مديدة، صحية وسعيدة، في هذا العالم، ويكتسب، بنفس الوقت، الوقت الكافي والطاقة الملائمة من أجل حضور روحي أبدي في العالم الآخر بعد زوال البدن.

أكَّد Ko Hung من جديد على أهمية التنفس، واعتبر التنفس التجلِّي بعد الولادة للطاقة قبل الولادة؛ لذا فهو المفتاح الأساسي لتطوير الطاقة الداخلية. جمع كو هونغ تنظيم التنفس مع الحركات البطيئة الناعمة للـ dao-yin ليؤسس ما سمي لاحقاً بـ"التأمل الحركي"moving meditation (الذي ما يزال يشكل قسماً رئيسياً من ممارسة التشي كونغ اليوم)، بالإضافة إلى تأكيده على الممارسة اليومية للـ"تأمل قعوداً" sitting meditation من خلال طرق ثلاثة تعتمد على تنظيم الطاقة بواسطة الفكر (شكل 20):

1. مركز انتباه داخلي tsun-she

2. الوعي الموجه نقطياً shou-yi

3. التذهُّن guan-siang


بالإضافة لما ذُكِر، أسهب كو هونغ في شرح فوائد اليوغا الجنسي المطوَّرة مثنى dual cultivation sexual yoga كطريقة سريعة نسبياً لحشد الطاقة الداخلية من أجل الممارسة الروحية المتقدمة. تتضمن هذه الطريقة جِماعاً طويلاً دون قذف ذكري مع بلوغ إنعاظ متكرر عند المرأة، بحيث تحصل قطبية قوية بين الرجل والمرأة. وفي لحظة النشوة عند المرأة يحدث التحام بين طاقتي اليِنْ السالبة واليَنْغ الموجبة في نفس الوقت عند الذكر والأنثى، بما يُحدِث توازناً للطاقة الحيوية أو التشي، بما يوازي صعود طاقة الـ kundalini عند الهنود إلى المراكز العليا (راجع في الإصدار الخامس من معابر بحث د. نبيل محسن "مراكز الطاقة في الإنسان").

خلال مرحلة السلالة الجنوبية (502-557 م)، بدأ يظهر تأثير الأفكار الآتية من الهند، مع قدوم الراهب البوذي الغريب الأطوار Bodhidharma الذي يسميه الصينيون Ta Mo الذي كان يلبس ملابس مهلهلة وكان يمارس طريقة مبتدعة عن البوذية التانترية tantric yoga، حتى اعتزاله في معبد Shao-Lin الشهير في الصين، حيث اختلى في غرفة شديدة البرودة مدة تسع سنوات (شكل 6). وقد قيل إن أحد الرهبان الصينيين كان يرغب كثيراً بالتعلُّم من تا مو، وأراد لفت نظره إليه، فقطع يده أمامه وقدَّمها له على طبق، ولكن تا مو لم يحرِّك ساكناً.

http://maaber.50megs.com/images2/qg06-tamo.jpg

شكل 6
شكل 6: بودهيدهارما، تا مو

عندما فرغ تا مو من تأمله بدأ يعلم الرهبان كيفية تقوية أبدانهم من أجل الممارسات الروحية العليا، وبنفس الوقت علَّم ممارسي الفنون القتالية كيفية إدخال المعاني الروحية على ممارساتهم. فقبل وصول تا مو كان الرهبان التاويون يجلسون لفترات طويلة من التأمل السكوني قعوداً، وبالتالي يصابون بالعديد من المشاكل البدنية؛ أما المقاتلون فكانوا يقاتلون بوحشية دون أي اهتمام بالمعاني الروحية. أما تا مو فقد استطاع الجمع بين المنهجين في نظام واحد، وبالتالي إحداث ثورة روحية في الصين. أدخل تا مو تمارين التنفس الهندية المعروفة بالـ pranayama مع تمارين التمطُّط الهندية، وجمعها مع التمارين البطيئة للـ dao-yin ولعبة الوحوش الخمسة، فكانت النتيجة التشي كونغ والفنون القتالية كما نعرفها اليوم. وقد أصبح تا مو من بعدها المؤسس الحقيقي لبوذية التشان التي جمعت عناصر من التاوية الصينية مع عناصر من البوذية التانترية الهندية. وبوذية التشان هذه انتقلت إلى كوريا واليابان وصارت تدعى هناك ببوذية الزن Zen.



يُنسَب إلى تا مو كتابان طبيان أساسيان هما: كلاسيات تغيير الأوتار Yi Chin Ching Changing-tendon Classic وكلاسيكيات تطهير النقي Hsi Sui Ching Cleansing-marrow Classic اللذين يتضمنان أساسيات التمطُّط والتليين التي تهيئ الجسم للتأمل أو لممارسة الفنون القتالية، حتى المراحل المتقدمة من الخيمياء الداخلية، بالإضافة إلى تحويل الجوهر والطاقة الجنسية إلى الحيوية الروحية.

إن أهم ثورة قام بها تا مو هي عدم الفصل بين البدن والعقل، بين الداخل والخارج، بين الحركة والسكون، بين القوة والوعي، بين الذكر والأنثى، أو بين طرفي أي تقاطب ثنائي ضدِّي مما يقسم المجتمعات الغربية ومجتمعاتنا، سواء في الفلسفة أو الدين أو العلم، فيجعلها أقطاب متناوئة. فعند تا مو أن أعلى درجات الوعي هي الوصول لمرحلة عدم تمييز وتضادٍّ بين هذا وذاك، وعلى تجاوز التضادِّ بالوصول إلى القاسم المشترك بينهما. يقول تا مو في كتابه الأول: "من الأهمية بمكان أن نبحث عن الحركة داخل السكون، وعن السكون داخل الحركة، وأن نتحرك بنعومة وباستمرار إلى أن ندخل الحالة العليا."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع لسلسله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
**غـــــــــــــــ مكه ــــــــــــــــلا** :: المنتدى الرياضي :: قسم الفنون القتالية-
انتقل الى: